قال المحامي عبد الستار المسعودي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين،إنّ حركة النهضة وبعض بارونات المال قاموا بكراء سيارات وحافلات ودفع معاليم اقامات في نزل بمناسبة انعقاد الجلسة العامة الانتخابية.
واعتبر المسعودي ان ما أسماها بـ"بارونات المال" وأحزابا سياسية قد دخلت بثقلها في الانتخابات بحثا عن مقاعد في هيئة المحامين حيث وظفت المال فضلا عن توفير الدعم اللوجستي من أجل الحشد والتعبئة،داعيا إلى القيام بقراءة متأنية في النتائج التي أفرزها صندوق الاقتراع.
وحذّر المسعودي من خطورة عزوف المحامين الشبان الذين يقدّر عددهم بحوالي 4000 محام لم يشارك منهم سوى حوالي 500 فقط وفق افادته،قائلا ان هناك سعيا محموما من قبل بعض الاحزاب السياسية للتغلغل في الهياكل المهنية للمحاماة التي هي قلعة نضال عمرها زهاء 120 سنة وقفت على امتداد الفترات التاريخية ضد الاستعمار ثمّ قامت بصدّ تغوّل السلطة الاستبدادية علاوة عن الدفاع عن حقوق الانسان.
وأضاف محدثنا ان الخوف يبقى قائما من امكانية اختراق الاحزاب لهياكل المحاماة والتأثير على استقلالية القرار الداخلي للمحامين،مشددا على أنّ المعركة مازالت متواصلة وفق تعبيره، باعتبار أن انتخابات رؤساء الفروع الجهوية لم تتم بعدُ ولاسيما فرع تونس الذي له ثقل كبير بالنظر إلى انتصاب حوالي 5000 محام بالعاصمة.
وقال المحامي عبد الستار المسعودي انه كان يفترض ان ينحسر التدخل السياسي في المحاماة خاصة في ظل التحول الديمقراطي الذي تعيش على وقعه البلاد والتعددية الحزبية والسياسية،مشيدا في ذات الوقت بما قام به المترشح المنهزم بوبكر بالثابت الذي قام بتهنئة العميد الجديد عامر المحرزي فور صدور النتائج الرسمية.
وأثنى المسعودي على ما اعتبره التفاف المحامين حول هياكل المهنة رغم الاختلافات الموجودة،واصفا الجدل الذي أثاره انتخاب المحرزي عميدا جديدا بحمّال أوجه،مؤكدا أنّه حسب معرفته الشخصية بالعميد الجديد المنتخب فانه يمكن القول انه مهني بامتياز وهو معروف بغيرته على قطاع المحاماة ويقينه أنه سينتصر لهذه القناعة.
وقال ذات المتحدث ان هذا لا يمكن ان يحجب حقيقة مفادها أن العملية الانتخابية ككل بالنسبة لهيئة المحامين قد كانت فيها تحالفات وتنافقات بين تيارات سياسية مختلفة.
ويذكر أنّ المسعودي كان في السابق عضوا في حركة نداء تونس قبل أن يستقيل منها.
وينتظر أن يتم معرفة التركيبة الكاملة لأعضاء هيئة المحامين خاصة بعد اجراء انتخابات الفروع الجهوية التي يتمتع فيها آليا الرؤساء المنتخبون بالعضوية على الصعيد المركزي.
وكان انتخاب عامر المحرزي عميدا للمحامين قد أثار جدلا كبيرا في الاوساط الاعلامية والسياسية وخاصة في صفوف المحامين لاسيما وان قائمته ضمت المحامية المعروفة سعيدة العكرمي المقربة من حركة النهضة وزوجة القيادي فيها نور الدين البحيري.
واعتبر منتقدون أن قائمة المحرزي تعكس تحالف القوى السياسية الكبرى الحاكمة في البلاد وهي نداء تونس وحركة النهضة.
