قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار مع صحيفة الوطن السعودية إن الثورة نقلت الحركة من مرحلة الشمولية إلى مرحلة التخصص.
وأكد الغنوشي أن حركة النهضة لم تنتقل من الإسلام إلى العلمانية بل انتقلت داخل الإسلام من مرحلة إلى أخرى مشددا على أن الأحزاب مهمتها العمل والإصلاح انطلاقا من الدولة والمجالات الأخرى التي نظمها القانون.
وأضاف الغنوشي" الثورة فتحت أبواب الحرية وأصبح كل من يريد أن يمارس عملا يؤديه تحت لافتته الطبيعية ومن أراد ممارسة العمل الخيري فليقم بتأسيس جمعية خيرية ومن يريد السياسة يكوّن حزبا ومن يريد العمل الديني يكوّن جمعية دعوية".
وتابع قوله إن" أ الدستور الوطني منع الجمع بين السياسي والديني وبات لا يحق لأي شخص أن يكون قياديا سياسيا وعضوا قياديا في الوقت نفسه في جمعية دعوية لذلك فإن تغيرنا جاء بالتفاعل الإيجابي مع الثورة ودستورها".
وفي تعليقه على استخدام مصطلح الإسلام السياسي لوصف الأحزاب السياسية التي لها ارتباطات وأنشطة ذات طابع ديني قال الغنوشي إن الإسلام السياسي هو مصطلح غربي أصبح مرتبطا بالعنف مشددا على أن القرار الذي اتخذته النهضة ليس دلالة على فشل العمل السياسي الإسلامي إلا أن المصطلح بات مرتبطا بجماعات معينة تريد النهضة أن تختلف عنها وتسمي قياداتها بالمسلمين الديمقراطيين بعيدا عن الذين يمارسون العنف والإرهاب، بحسب قوله.
وفي نفس السياق استبعد زعيم حركة النهضة أن تترتب على قرار الفصل في مرجعية الحزب وعلاقته بالتيارات الإسلامية الأخرى أي قطيعة.
وأكد راشد الغنوشي على أن الفصل بين العمل الدعوي والسياسي يعني أن يأخذ كل شيء طريقه بتحييد المساجد عن الشؤون السياسية وأن يصبح الحزب جامعا لكل التونسيين مهما كان اختلافهم.
أما عن إمكانية تنبي عناصر الإخوان في مصر لفكرة فصل الدعوي عن السياسي فعلق زعيم النهضة قائلا ان تونس بلد صغير ليس لها طموحات لتصدير الثورة أو تصدير تجربتها وليس عندها بضاعة للتصدير مضيفا "أن الثورة والنهضة كلها حاجات للاستهلاك المحلي التونسي أي متفاعلة مع البيئة التونسية وليست مادة للتصدير".
وفي إجابته عن مصادر تمويل المؤتمر العاشر للحركة شدد الغنوشي على أن حسن التنظيم لا يؤشر دائما إلى صرف أموال طائلة، بل يمكن أن يعتمد أساسا على كفاءات الحزب مضيفا في نفس الوقت أن حسابات النهضة في متناول دوائر الرقابة المالية في البلاد متى ما أرادت التثبت.
في سياق آخر ذكر راشد الغنوشي أن الحركة عبرت عن مساندتها لتوسيع الحكومة لتصبح حكومة وحدة وطنية وجددت مساندتها لمبادرة رئيس الجمهورية.
وفي إجابته عن سؤال حول مسألة تغير رئيس الحكومة الحبيب الصيد أجاب راشد الغنوشي أنه معلوم أن الحزب الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات هو الذي يقترح اسمه، وقد وقع الاختيار وقتها على الحبيب الصيد الذي حاز رضا واسعا في الأوساط السياسية والبرلمانية .والأطراف المشاركة في الائتلاف، بالتعاون مع رئيس الجمهورية ، تعمل جاهدة على تجاوز الأزمة في أسرع وقت.