يرويها قريب له: تفاصيل جديدة عن رحلة التحاق ابن العميد فتحي بيوض بتنظيم "داعش" الارهابي

قال أحد أقارب عائلة العميد في الجيش التونسي فتحي بيوض، الذي اختار اسم "محمد" كاسم مستعار، إن علاقته بابن الطبيب الذي راح ضحية الهجوم الارهابي على مطار أتاتورك بداية الأسبوع الجاري، كانت قوية ومتينة، وقد عاش فترة ما في منزلهم.

وكان أنور ابن الـ27 ربيعاً كبقية شباب جيله شاباً حيوياً طموحاً ومحباً للسفر، ولم تظهر عليه أي علامات تشدد، وكان يمارس واجباته الدينية بشكل عادي، وقد سافر سنة 2008 إلى موريتانيا لمزاولة الطب لكنه قرر بعد استكمال سنة واحدة العودة لتونس ليلتحق بمدرسة خاصة لتعليم الطيران.

وأكد "محمد" لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن أنور سافر منذ نحو سنة إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة سياحية، حيث استقر هناك لبضعة أسابيع عند صديق والده، وعبّر بعد تلك الزيارة عن رغبته في الانتقال للعيش في أميركا.

في الأثناء تعرّف هذا الشاب على فتاة من العاصمة بجهة حي النصر، ونشأت بينهما علاقة صداقة تحولت إلى قصة حب عنيفة وقرّرا فجأة السفر إلى العراق وتحديداً الموصل، وقد أقنع أنور قبل ذلك التاريخ صديقته بارتداء الحجاب، الأمر ذاته مع والدته التي كانت غير محجبة ثم ارتدته بإلحاح من ابنها.

وشدد قريب العميد فتحي بيوض، الذي قضى في هجوم مطار أتاتورك الارهابي بداية الأسبوع الجاري، على أن والدة أنور كانت بدورها تشجّع ابنها على الصلاة والمضي في التدين، لكنها لم تكن تتوقع أن يصل به الأمر إلى السفر والالتحاق بتنظيم "داعش" الارهابي هناك.

وقبل التحاقه بصفوف "داعش" الارهابي أوهم أنور والديه بأنه سيقوم بتدريب ضمن عمله في مجال الطيران في سويسرا لمدة 15 يوماً، لكنه باغت الأسرة وسافر إلى فرنسا، وكان يتواصل معهم يومياً عبر الشبكات الاجتماعية ليطمئنهم على وضعه وبأنه في سويسرا يقوم بتدريب مهني، إلى أن انقطع في يوم ما التواصل بين العائلة وابنها مما ضاعف من شكوك الوالد وقرر بعدها الاتصال بالشركة السويسرية التي أعلمته بأن ابنه لم يلتحق بتاتاً بالشركة وأن مجالها لا علاقة له بالطيران، ومن هناك كانت الصدمة.

كما أكد قريب العائلة أن الأب والأم تلقيا بعد ذلك التاريخ اتصالاً خارجياً من فتاة تعلمهما بأنها صديقة ابنهم أنور، وبأنهما التحقا بتنظيم داعش في العراق بعد أن انتقلا من فرنسا ثم تركيا وصولاً إلى مدينة الموصل حيث عقدا قرانهما هناك، مشيرا إلى أن أنور كان يتواصل مع والده في أوقات عدة عبر "الفايبر"، وكان يخبره بأنه وزوجته يقطنان في أحد المنازل ويقومان بتدريبات عسكرية هناك مقابل تلقيهما أموالاً، وفي الأثناء كان الأب يسعى جاهداً لإقناع ابنه بالعدول عن قراره والعودة لتونس وتسليم نفسه.

ومع مرور الوقت بدأ الشاب أنور يملّ من الحياة في الموصل رفقة زوجته، لاسيما مع اشتداد القصف على المدينة وصعوبة العيش في ظل تراجع التنظيم عن مدّهم بالأموال.

وبحسب قريب أنور فقد اتصل الشاب فعلياً بوالده وأخبره بأنه ندم ويريد العودة لتونس، وقد شجعه والده على القرار واتصل بالجهات الأمنية في تونس منذ أول يوم ونسّق مع الملحق الأمني بسفارة تونس في تركيا محمد علي العروي الذي عمل سابقاً كمكلف بالإعلام في وزارة الداخلية، والذي وعده باقتفاء أثر ابنه عن طريق فصائل سورية متعددة ومهربين وسماسرة، إلى أن تم العثور فعلياً على الابن في سوريا، حيث استطاع اجتياز الحدود عن طريق وساطات من فصائل الجيش الحر التي سلّمته بدورها للسلطات التركية رفقة زوجته.

محمد أوضح أن فرحة الأم والأب آنذاك لا توصف، حيث كان الفقيد فتحي بيوض يردد على مسامعه قائلاً: "أن أرى ابني سجيناً في تونس أهون عليّ ألف مرة من أن يقتل أبرياء وأن تبعثر جثته إلى أشلاء في سوريا أو العراق".

لكن سخرية القدر لم تجمع شملهم كما يقول قريب العائلة: "فالأب وقبل يوم واحد من دخول ابنه الحدود التركية، كان في مطار أتاتورك الدولي يستعد لاستقبال زوجته سيدة بيوض لتتمكن بدورها من رؤية ابنه الوحيد ثم العودة لتونس، لكن القدر باغت الجميع في الهجوم الذي استهدف المطار، حيث كان الأب في صالة الانتظار بينما كانت الزوجة على متن الطائرة التي تنقلها من تونس نحو إسطنبول"، بحسب القريب.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.