عاد ليشرّف عقده مع النجم رغم توقيعه لكالشروه: فرانك كوم عملاق في زمن الأقزام!

في غفلة من الجميع عاد الدولي الكاميروني فرانك كوم ليكون من جديد جزءا من مجموعة المدرب فوزي البنزرتي.. كوم عاد للتدرب بانضباط وجدية والتزام العادة وهو ما أدخل على التمارين أجواء مختلفة للتي أعقبت الحصص الأولى التي تلت هزيمة الكوكب المراكشي..

الدولي الكاميروني الذي أمضى منذ أيام لفائدة فريق كالشروه الألماني قدم دروسا بالجملة لبعض أشباه النجوم في تونس حيث أصر على أن ينهي تجربته مع النجم الرياضي الساحلي من الباب الكبير وذلك عبر احترام عقده إلى آخر يوم بدليل أنه سيكون ضمن التشكيلة الأساسية التي ستواجه فريق الفتح الرباطي المغربي ضمن الجولة الثانية من دور المجموعتين لكأس "الكاف" ليلة الأربعاء 29 جوان أي قبل يوم من نهاية العقد الذي يربطه بليتوال..

كوم ضحى بالعطلة الصيفية وبعض الأيام من الراحة قبل استئناف التحضيرات مع "كالشروه" للموسم الجديد خصوصا أنه مقبل على تجربة احترافية ستتطلب منه بعض الوقت من أجل التعود على الأجواء الجديدة وغيرها من التفاصيل كالسكن واللغة..

ما أقدم عليه "كوم" قد يكون بمقياسنا تضحية أو اعترافا بالجميل خصوصا أنه منطقيا قد غادر النجم الساحلي لكن لاعبا بمواصفاته لا ينظر للأمر من نفس زاويتنا الضيقة وهو ما ترجمه في التمارين بجديته المعهودة..

فرانك ترك لأحبائه وللجمهور الرياضي منذ أيام رسالة على صفحته الرسمية ضمنها كل رسائل الامتنان لليتوال وأنصاره وللمنافسين وللكرة التونسية ولشعب تونس الذي قضى بينه خمس سنوات وهو ما رفع من درجات تقدير الجميع للاعب فرض احترامه بإمكانياته وأخلاقياته طيلة سنوات..

كوم أراد إلا أن يخرج من سوسة كبيرا وهو بحق كبير فالتزامه ومسؤوليته ولم يثيرا احترام السواحلية فقط بل كل مغرم بالساحرة المستديرة..

وقبل كوم جاءنا نفس الدرس من الغاني هاريسون أفول الذي خاض مع الترجي الرياضي في مصر وأمام الأهلي يوم 30 جوان 2015 آخر مباراة له مع الأحمر والأصفر ومن المفارقات أنه آخر يوم في عقده مع نادي باب سويقة في وقت تنكر فيه أسامة الدراجي الذي نشأ وتكون وترعرع في مركب المرحوم حسان بلخوجة حيث آثر السفر إلى السعودية للتعاقد مع فريق الرائد تاركا ناديه الأم في نقص عددي أمام غريمه القاري..

ومن أفول وكوم إلى الدراجي وغيره ممن حذوا حذوه يكمن الفرق بين لاعب ولد ليكون كبيرا وعظيما وآخر خلق ليكون صغيرا ودون شأن وانظروا اليوم ما يحدث في مسيرة الثلاثة فستجدون العبرة..

وفي اعتقادي الشخصي البسيط لا يمكن للاعب أن ينال العظمة إلا حين يجمع بين القيمة الفنية والقيم الأخلاقية وفي مقدمتها الالتزام والاحترام لذلك أجزم أن أمثلة من طينة كوم وأفول هي من النوعية التي لا يمكن إلا أن يكون مروها بيننا فارقا وقد نقول أنه لا يعوض..

رحيل كوم ليلة الأربعاء من أولمبي سوسة سيخلده كأحد القامات التي ينساها كل رياضيو تونس وخاصة السواحلية الذي حظوا بشرف احتضان الجوهرة الكاميرونية وجمهور النجم سيكون في الموعد لرد جميل هذه الموهبة التي سنفتقدها دون شك في ملاعبنا.. فإلى لقاء قريب أيها الكبير كوم !

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.