وجه النائب بالبرلمان عن حركة النهضة ماهر المذيوب، أمس الاربعاء 22 جوان 2016، رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، نشرها على صفحته الرسمية على الفايسبوك.
وضمن المذيوب رسالته 7 نقاط دعا من خلالها السبسي إلى احترام الدستور، كما تحدث فيها عن عدد من الاشكاليات التي تعترض البلاد على غرار الفقر والبطالة والارهاب…
وفي ما يلي النص الكامل للرسالة:
"بسم الله…
رسالة مفتوحة من النائب ماهر المذيوب
إلى سيادة رئيس الجمهورية التونسية
أما بعد، أهداءكم أطيب التحيات اللائقة بمقامكم الموقر…و بمناسبة مبادرتكم التي أطلقتم عليها مبادرة حكومة الوحدة الوطنية،،،
و كمواطن تونسي، مقيم بالخارج و نائب بمجلس نواب الشعب ،أقسمت على أن أخدم وطني باخلاص و أن ألتزم بأحكام الدستور و بالولاء التام لتونس…
يسرني أن أبعث لكم هذه الرسالة المفتوحة:
1- من كان يعبد الزعيم بورقيبة فان بورقيبة قد مات -رحمه الله- و من يحلم بعودة النظام القديم ،فإن القديم لا يعود ابدا إلا في شكل ماساة، و إذا أردتم يا سيادة الرئيس الخلود في التاريخ و البقاء في ذاكرة أجيال المستقبل،و هذا ممكن ، فلتسهروا على احترام الدستور و لتجسدوا رمز وحدة تونس و استقلالها و استمراريتها… فتونس اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى في استقلالها ووحدتها بل قل في ديمومتها…
2- ان التهديد الأكبر اليوم في تونس هو الفقر المدقع يا سيادة الرئيس ، فالشعب التونسي جيعان في كرشو و فقير في حاله و مريض في جسده و روحه…و هذا تهديد جدي و خطير يستدعي من سيادتكم إعلان النفير العام من أجل مقاومة الفقر و الجوع الكافر و لا معنى لأي حكومة…أو سلطة اذا لم تعلن خطة طوارئ عاجلة لاجتثاث الجوع و الفقر المدقع من البلد بتكاثف الجميع و مساعدة الدول الشقيقة و الصديقة و هذا ليس عيب أو حرام بل العيب إخفاء الحقائق المرة… أو التغافل عنها…
3- أن شباب تونس اليوم محبط و مكبل بالبطالة و الحرمان و يشعر أن الثورة التي ضحى من أجلها بالغالي و النفيس قد سرقت منه… من أقرب الناس اليه: آباءه و أجداده… و هو إذ يكن لهم عميق التقدير … فهو يبحث عن حقه في الحياة… و نحن جميعا سددنا عليه أبواب الرزق و العمل و قصصنا لهم و لهن أجنحة الأمل…و أقول لسيادتكم و لنا و للجميع اذا لم نعد الحق لأصحابه و نولي الشباب صدارة المشهد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي فسيجرفنا السيل سيل الدماء و يأكلنا العاصف المشتعل… كما قال الشابي شاعر تونس الملهم …
4-إن انقاذ تونس مما تردت فيه ممكن و حقيقي و لا يتطلب سوى أعمال المخيلة و بعض التقدير… و مع تقديرنا لكل الجهود من أجل إخراجها من الوحل فإن أبناءها و بناتها في الخارج و الذين يقدر عددهم بقرابة مليون و نصف هم خزان الجمهورية و طريقها نحو الخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة… و هم يا سيادة الرئيس وطنيون إلى حد النخاع و لا ينتظرون سوى من يرشدهم الى مخطط متكامل و جدي من أجل المساهمة في إنقاذ اقتصاد البلاد المتهالك.
5- لقد قيل بأن النساء صوتن لكم بكثافة… و لكن دعني أخبركم بأمر مهم… يا سيادة الرئيس: نساء تونس اليوم غاضبات و محبطات بل ادعي أنهن يشعرن بالغبن… لا ادعي الحديث باسمهن و لكن أشعر بهن… فهن المسالمات يعتقدن اعتقاد راسخا أننا نحن معشر الرجال فسدناها و هلكناها و خربانها… و لا نزال نجلس على أعلى الربوة…و هن لا يزل مهمشات و مبعدات عن دوائر القرار… بل إننا تسامحنا مع الجميع… و تحدثنا مع الجميع… فهل من الصدف أن كل الاتحادات الوطنية عادت للعمل و النشاط…إلا اتحاد النساء… يا سيادة الرئيس حضرتكم رجل دولة رفيع و خبير بأنفس الرجال و أعتقد جازما أن الأزمات لا تقدر على إدارتها… إلا النساء فمابالك بحراير تونس..
6- من حقكم يا سيادة الرئيس عرض المبادرات المفيدة لتونس و شعبها ،،، و إذ أثني على مبادرتكم من أجل المصالحة الاقتصادية من حيث رسالتها و أهدافها النبيلة لكي لا يبقى جزء من الشعب التونسي معطل حتى وإن أخطأ أو زلت به القدم في الفساد و الإفساد في السابق…فإن من العدل و الانصاف أن تلحقها بمبادرات حقيقية تتناسق مع الأعمال المهمة لهيئة الحقيقة و الكرامة من أجل أن تعتذر الدولة التونسية و تجبر بخاطر الآلاف من التونسيبن و التونسيات الذين تجرعوا ويلات الظلم و الجبروت و شربوا و عائلاتهم من كاس المهانة و الاذلال طيلة 60 سنة من الاستقلال…فهذه أولوية الأولويات.. فالظلم ظلمات يوم القيامة…
7- يا سيادة الرئيس ترزح تونس اليوم تحت وطأة غيمة الإرهاب المخيفة…و نيران البطالة للشباب القاتلة… و علامات وهن و ضعف للدولة شديدة… و الاعيب لوبيات متعددة و مختلفة داخلية و خارجية متعاظمة و مشبوهة…و هذا كله لا يقاوم إلا برجال سياسية و سياسيين يتسمون بصفة مهمة و أساسية إلا و هي الشجاعة و هذه غابت عنا منذ أكثر من عقدين… كما أننا لا يمكننا أن نحارب الإرهاب و نقاوم الفساد و الإفساد و نشجع الشباب إلا إذا اعتمدنا على تكنولوجيا المعلومات… يا سيادة الرئيس تيقن أن هذا هو سبيل الخلاص… اللهم هل بلغت… اللهم فأشهد…
مع فائق الاحترام و عميق التقدير"