وصف الديبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بـ "المناورة السياسية"، قائلا:"هي مناورة سياسية أكثر منها اقتصادية".
واعتبر عبد الله العبيدي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاربعاء 8 جوان 2016، أن الزيارات الأخيرة إلى قطر التي أداها كل من قائد السبسي ووزير المالية سليم شاكر لها دور في المطالبة بتغيير الحكومة لأنها تندرج في إطار أجندا واضحة من خلال تهيئة جو من عدم الاستقرار لتسهيل تمرير قرارات سياسية مؤلمة لتونس وللمنطقة ككل، وفق تقديره.
وأوضح في السياق ذاته أنه من جملة ديون تونس في الخارج وقع التطرق في الاونة الأخيرة إلى دين قطر الذي يساوي مليار دينار في ظرف يتطلب استحقاقات أهم بخصوص المنطقة، مبينا أن الحديث عن ديون قطر في هذه الفترة يطرح عديد التساؤلات والشكوك.
وأقر العبيدي بوجود خلل لدى الطبقة السياسية التونسية وهو عدم البحث عن المشكل الحقيقي وتوصيفه بل يقع دائما الحياد عنه والبحث عن اسم يكون في الواجهة يتحمل مسؤولية.
وبين أن أزمة تونس حاليا تتبلور أساسا في التنمية والأمن وأن رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد ملمّ بهذين الجانبين على اعتبار أنه عمل في وزارة الداخلية لسنوات وهو يعرف دواليبها جيدا، ومختص أيضا في التنمية وله شهادة في الاقتصاد الفلاحي من امريكا واجازة في العلوم الاقتصادية.
وحول دعوة اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، استبعد محدثنا ذلك قائلا:" لا أعتقد أن كلا الاتحادين قد يتورطان في المشاركة في هذ الحكومة، خصوصا وأن الخطة التي سيتم منحها إياهما قد تكون المالية لمنظمة الأعراف وحقيبة التشغيل لاتحاد الشغل، وكل منهما لن يتورط في ذلك لأنه سيعمل ضد نفسه، على حد تعبيره.
وأوضح أن الصناعيين إذا قاموا بإرجاع ما عليهم من ديون والتي تصل قيمتها إلى 7 مليار دينار لتونس فستساهم في حلحلة عديد المشاكل، مشيرا إلى أن أصحاب رؤوس الأموال يصرون على 3 لاءات وهي لا لخلاص أصل الدين، لا لخلاص الفائض ولا لبيع بعض ممتلكاتهم لارجاع ديون الدولة، فضلا عن الديون المتخلدة في ذمة أصحاب النزل والتي تصل قيمتها إلى 26 مليون دينار، والتي تتكبدها الدولة.
يشار إلى أنه من المنتظر أن يلتقي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، منظمة الأعراف واتحاد الشغل في إطار النظر في إمكانية مشاركتهما في حكومة الوحدة الوطنية التي كان قد دعا إليها مؤخرا.
