بالصور/ كواليسه تعدّ من أسرار الدولة: رحلة في عالم جيش الطيران التونسي

يقسّم الجيش الوطني إلى ثلاثة أركان تتمثل في القوات الجوية، القوات البرية والبحرية الوطنية. وتختلف مهام كلّ منها وتتكامل أحياناً ويبقى هدفها الرئيسي حماية الوطن والذود عنه من أي اعتداء داخلي أو خارجي.

ولئن تتعدّد الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر في من يرغب إلى الانضمام لقوات الجيش الوطني، فإن الالتحاق بصفوف القوات الجوية ليس بالأمر السهل. إذ أن المترشح للانضمام لجيش سلاح الجو ينبغي أن تتوفر فيه جملة من الشروط الجسدية والصحية حتى يتمكن من إتمام مهامه بشكل جيّد ودون الوقوع في حوادث قد تطيح بحياة الكثيرين.

فحوصات طبية شاملة

كما أنه يخضع إلى عدد كبير من الفحوصات الطبية الشاملة، التي لا تقتصر على صحته الجسدية بل تطال جهازه العصبي ومسائل نفسية، وذلك في مركز الاختبارات الطبية للملاحة الجوية والذي يتبع وزارة الدفاع الوطني.

كذلك يجتاز تدريبات فيزيولوجية وسيكولوجية للطيارين في المركز الطبي الذي يحتوي على معدات موجودة على أرضه ولكنها تضاهي بدقة الطائرات المستعملة في جيش الطيران.

جدير بالذكر ان المترشح الذي لا ينجح في اجتياز الاختبارات والفحوصات المذكورة يمكن له أن يتوجه إلى اختصاصات أخرى ضمن جيش الطيران.

القاعدة الجوية بصفاقس: بين التكوين.. الإسناد والمهمات العملياتية

وفي سياق متّصل، تعدّ القاعدة الجوية بصفاقس من أهم القواعد الجوية بالبلاد، وتتمثل مهامها الأساسية في إسناد كافة التشكيلات المنتصبة بالقاعدة والتي تشمل مدرسة الاختصاصات الجوية، الوحدة الجوية 14، الوحدة الجوية 13، الوحدة الجوية 31، المحكمة العسكرية بالجهة، إلى جانب بعض المؤسسات الصغرى، وفق ما أفاد به آمر القاعدة الجوية خلال زيارة ميدانية نظمتها وزارة الدفاع الوطني للصحفيين يوم أمس الثلاثاء.

وينقسم الإسناد الذي تقدّمه القاعدة الجوية إلى 3 أنواع: إسناد لوجستيكي، إسناد تقني وإسناد فني. ويتمثّل في توفير السكن، الأكل، اللباس، التنقل، المتابعة الصحية والاجتماعية لطلبة المدرسة.

في حين ان الإسناد التقني يتجسد من خلال توفير قطع الغيار، أجهزة الطيران، الأسلحة والذخيرة. أما الإسناد التقني فيكون من خلال إنجاز بعض المشاريع الصغرى التي من شأنها تحسين معيشة الطلبة.

كما تضطلع القاعدة الجوية بصفاقس بمهام أمنية على غرار تأمين حماية الوحدات المشاركة في قطاع صفاقس على مدار الساعة، فضلاً عن مهام أمنية تتمّ بصفة منتظمة مع مختلف التشكيلات المتواجدة بالجهة، حسب آمر القاعدة.

من جهتها، تتولى مدرسة الاختصاصات الجوية تكوين الطيارين واختصاصات أخرى متعلّقة بالطيران. وقد قامت المدرسة بتكوين 4638 عسكرياً من جميع الاختصاصات المتعلّقة بالطيران، بالإضافة إلى عدد من الأجانب وأعوان من الحرس الوطني، علماً وانها تقوم بتخريج ضباط الصف وهي الوحيدة من نوعها في تونس باعتبار ان طاقة استيعابها كافية للتكوين حسب احتياجات جيش الطيران.

ويتمّ خلال السنة الحالية 2016/2015 تكوين 587 متربّصاً، وهو عدد يعدّ مرتفعاً مقارنة بالسنوات السابقة، حسب ما أكده مسؤول عسكري بالمدرسة لحقائق أون لاين. ويتواجد العنصر النسائي بنسبة تتراوح بين 10 و20 بالمائة من بين المتربصين.

ويخضع المتربّصون إلى تكوين تقني وآخر عسكري. ويتلقون دروساً نظرية وتطبيقية تحاكي الطائرات الحقيقية المستعملة، سواء من ناحية المحركات والأجهزة التي تشغّل الطائرات أو الطائرات نفسها. 

هذا إلى جانب دروس اللغة الانكليزية التي يتمّ تعليمها لجميع المتربّصين بالمدرسة على يد أساتذة جميعهم سافروا إلى الولايات المتحدة لإتقان اللغة، وذلك نظراً لأهمية استخدامها في المجال العسكري.

أما الوحدة الجوية 14 فتضطلع، حسب آمرها بالنيابة، بنوعين من المهمات. وتتمثل المهمة الأولى، في تكوين الطيارين من خلال دروس نظرية وتطبيقية، وتأهيل الطيارين وتكوين مدربي الطيارين، علاوة عن المحافظة على أهلية الطيارين.

إضافة إلى مهمات عملياتية تشمل عمليات الاستطلاع والمراقبة على طول الحدود في الجنوب والجنوب الشرقي والمشاركة في البحث والإنقاذ وربط كامل الشريط الحدودي.

تجدر الإشارة إلى ان جيش الطيران يضمّ 3 نساء ضباط صفّ، تخرّجت أولهن سنة 2001 بعد أن انضمت كمتربصة لجيش الطيران عام 1995.

ويضطلع حاليا أمير اللواء محمد فؤاد العلوي برئاسة أركان جيش الطيران.وينتظر أن يتعزز أسطول جيش الجو التونسي بداية من السنة  المقبلة بطائرات جديدة من نوع بلوك هوك وهي ستساعد على معاضدة جهود المؤسسة العسكرية في الحرب على الارهاب.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.