اضراب شمس اف ام: تضامن مواطني واعلامي واسع ..ووزير المالية في قفص الاتهام

نفّذ العاملون باذاعة شمس اف ام اليوم الثلاثاء 3 ماي 2016،اضرابا عاما حضوريا على خلفية ما اعتبر تلكؤا من قبل الطرف الحكومي والاداري في وضع حدّ لحالة الغموض التي تكتنف مصير هذه المؤسسة المصادرة،علاوة عن الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والمهنية واستقلالية الخطّ التحريري.

وقد شهدت الندوة الصحفية التي نظمها العاملون بالمؤسسة بمشاركة نقيب الصحفيين ناجي البغوري ورئيس جمعية الصحفيين الشبان عبد الرؤوف بالي وممثلين عن نقابة الاعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل،حضورا مكثفا من قبل وسائل الاعلام الوطنية والدولية و عدد من الصحفيين بالاضافة إلى بعض الوجوه الحقوقية والاعلامية التي جاءت للتعبير في حركة رمزية عن دعمها ومساندتها للعاملين بالاذاعة.

وعبّر المتحدثون في الندوة عن استغرابهم مما وصفوه بالتعامل غير الجدي من قبل الحكومة والسلطة السياسية ممثلة خاصة في وزير المالية سليم شاكر مع ملف الاذاعة التي تمتلك الدولة 70 بالمائة من أسهمها بعد أن تمت مصادرتها غداة الثورة.

وأعربوا عن عزمهم اتخاذ كلّ الخطوات النضالية الممكنة في المستقبل في حال ما لم يتم التعامل مع مطالب العاملين بالمؤسسة بجديّة.

وحذّر نقيب الصحفيين ناجي البغوري في كلمة له ألقاها بالمناسبة من وجود "رجال المال الفاسد الذين يتربصون بهذه المؤسسة" الوازنة في الساحة الاعلامية التونسية،مبديا تعجبه من تعاطي وزير المالية مع هذا الملف الذي مازال لم يتحمل فيه المسؤوليات التي من المفترض أن تكون مناطة بعهدته بعدُ باعتباره رئيس لجنة المصادرة.

وتمت الدعوة خلال الندوة مجددا إلى وضع كرّاس شروط في حال الرغبة في التفويت في المؤسسة يتم تشريك العاملين بالمؤسسة فيها من أجل ضمان استقلالية الخط التحريري للاذاعة وضمان حقوق أبناء المؤسسة من الصحفيين والتقنيين والاداريين والأعوان.

وقال البغوري إنّ معركة شمس اف ام هي معركة حرية الصحافة في تونس اليوم،داعيا إلى انقاذ المؤسسة والمحافظة على خطها التحريري المستقل،مضيفا بأسلوب ساخر أنّ هذه الاذاعة "ليست معملا لصنع الطماطم أو المقرونة وإنّما هي مؤسسة اعلامية تنتج مضامين صحفية وتساهم في التأثير على الرأي العام" ، حسب تعبيره.

ويتزامن اضراب اذاعة شمس اف ام مع اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظلّ وضع صعب يعرفه القطاع الاعلامي في تونس نتيجة أزمة هيكلية شاملة ألقت بظلالها على الوضع الاجتماع والمهني للصحفيين.

ولم تقدّم حكومة الصيد منذ توليها السلطة مطلع 2015 أيّة رؤية واضحة لدعم القطاع الاعلامي من أجل مزيد تحصين مكسب حرية التعبير وتطوير الصحافة بوصفها مجالا مشغلا للعاطلين عن العمل وسلطة رابعة يمكن اعتبارها قطب الرحى في البناء الديمقراطي.

هذا وقد أفاد العاملون بالاذاعة أن تلقوا اليوم سيلا من المكالمات والرسائل من عموم المستمعين والمواطنين الذين عبروا عن مساندتهم ودعمهم لهم في الاضراب من أجل الحصول على حقوقهم وتوضيح الرؤية بشأن مستقبل المؤسسة وهو ما يعكس الزخم التضامني المواطني والاعلامي للاضراب الذي أكّد بشأنه الطرف النقابي أنّه ليس غاية أو عقوبة وانما هو دعوة إلى حوار جديّ لتدارس  المطالب المشروعة للعاملين بالمؤسسة.

وتتمثل المطالب في اقرار الحق النقابي ووضع اتفاقية مؤسسة وخلاص الساعات الاضافية والليلية وترسيم بعض الاعوان والصحفيين واحداث كراس شروط على ضوء الرغبة في التفويت في الاذاعة للخواص وفتح الملف الاجتماعي لضمان حقوق العاملين بالراديو بالاضافة إلى اقرار منحة التحفيز(المردودية).

حريّ بالاشارة إلى أنّه قد تمّ التنبيه خلال الندوة إلى وجود مؤشرات خطيرة لمحاولة افلاس المؤسّسة من أجل التفويت فيها لاحقا بأبخس الاثمان،وقد أكّد العاملون بالاذاعة أنّهم سيدافعون عن استمرارية شمس اف ام و مسارها المهني في المشهد السمعي البصري،مطالبين وزير المالية بوضع حدّ لهذه الوضعية المبهمة.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.