يوصف بأنه مرشح كرتوني: جلال تقية واجهة صورية لانتخابات شكلية!

مع اقتراب الساعة الصفر لانتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم المزمع عقدها يوم غد الجمعة 18 مارس ارتفعت حدة التوتر في الساحة الرياضية وهو ما تعكسه بوضوح نسبة القضايا والنزاعات والجهات التي نظرت فيها في غضون أيام قليلة..

وسط هذا الزخم الذي بلغ درجة عالية على سلم الاحتقان تاه جلال تقية واختفى بين الزحام تاركا خلفه عدة أسئلة حائرة.. فهل أن الرجل فعلا مرشح لانتخابات الجامعة أم أنه مجرد واجهة كرتونية لإضفاء شرعية انتخابية ما كان لها أن تتوفر لو لا تقدمه إلى الانتخابات؟

تقية احتجب عن الأنظار مفضلا التواري لعل ذلك قد يحفظ له بعضا من ماء وجهه المسكوب من الحي الوطني الرياضي أين تقبع جامعته التي بناها وأسسها بفضل صديقه الوزير الأسبق طارق ذياب إلى ضاحية قمرت أين يطمح لتقلد المسؤولية على رأس جامعة كرة القدم أو هكذا هيئ لنا على الأقل..

جلال تقية ومنذ الندوة الصحفية التي عقدها لتقديم قائمته الانتخابية اختار أن يعلن نفسه على أنه الحلقة الأضعف في الانتخابات بداية من اسم القائمة الذي يحمل في طياته تسليما بالهزيمة "قادرون على التحدي" ووصولا إلى تأكيدا حرفيا أن منافسه يتقدم عليه بأسبقية معنوية وغيرها من المعطيات التي فسرها الكثيرون على أنها استمالة لوديع الجريء وليس منافسة له..

ومع تقدم سير الأحداث طعن تقية في أهلية محمد السلامي عضو قائمة وديع الجريء ولما تأكد أن طعنه له ما يستحق من الصحة اختار طوعا أن يسحبه متعللا بأن وضع البلاد لا يحتمل صراعات بينه وبين القائمة المنافسة وكأن في استبعاد السلامي استهدافا للأمن العام وللسلم الاجتماعية؟

وجاء صراع قرمبالية الرياضية والجامعة بين أروقة "التاس" في لوزان و"الكناس" في المنار الثالث والمحكمة الإدارية في قلب العاصمة ليخلف جدلا كبيرا في الساحة ولكن تقية ظل محافظا على صمته مفضلا مواصلة حملته الانتخابية التي انتهت اليوم في بنزرت كما فعل منافسه الذي حط الرحال بها منذ يومين..

وفي الحقيقة فإن تصرفات تقية غير منطقية ذلك أنه لم يحرك ساكنا في اتجاه استمالة المعارضين إلى صفه لعله يكسب دعمهم معنويا وعدديا ولكنه لم يتحرك إلا ليقوض مساعيهم لإبطال الانتخابات حتى أنه طلب من الأستاذ الطيب بالصادق هدنة يمكنه في أعقابها من رئاسة لجنة الاستئناف إذا فاز فما كان رد بالطيب إلا أن رفض مطلبه واصفا إياه بالمرشح الكرتوني..

ومن الطبيعي أن المنافسة تتطلب كرا وفرا حتى أنه يحدث في أعتى الديمقراطيات أن ينحدر الخطاب إلى أدنى مستوياته وهنا يذكر الجميع كيف استعمل لون أوباما ودينه ضده في الطريق نحو البيت الأبيض أو كيف أطاحت الحياة الشخصية بعدة شخصيات كساركوزي وبرلسكوني وغيرهما..

واليوم وبعد تأكد محافظة الانتخابات على موعدها فإن جلال تقية سيكون مرشحا كرتونيا صوريا لا غير في انتظار ما سيغنمه لاحقا باعتبار أن القانون الأساسي الحالي يحرمه من الترشح لانتخابات الهياكل واللجان المنظوية تحت لواء الجامعة وهو ما سنكون بانتظاره..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.