مسؤول في مفوضية اللاجئين بتونس في حوار مع "حقائق أون لاين" : بدأنا في تحيين خطة الطوارئ استعدادا لوقوع أي طارئ في ليبيا

ينبؤ تفاقم الأزمة السياسية في ليبيا وتمدد تنظيم داعش الإرهابي في أراضيها باقتراب موعد الحسم في التدخل العسكري الدولي تزامنا مع شروع عدة منظمات أممية ودولية إنسانية في الاستعداد للقيام بدورها الإنساني لحماية اللاجئين الليبيين في صورة وقوع أي طارئ أو أي تدخل عسكري.

بدوره قام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين بتونس بإنشاء خطة طوارئ منذ سنة 2014 استعدادا لوقوع أي طارئ في ليبيا فضلا عن قيامه باستعدادات أخرى كشفها مسؤول في قسم الحماية بمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين بتونس، عياض البوسالمي،  لحقائق أون لاين في الحوار التالي:

سيد عياض لننطلق في حوارنا بأبزر معطى وهو استعداد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس في صورة وقوع أي تدخل عسكري في ليبيا ،هل تكشف لنا أبرز هذه الاستعدادات؟

إن المفوضية لديها توجه عام يتمثل في أنها تكون مستعدة دائما لأي طارئ يحدث في المنطقة بغض النظر عن وقوعه أوعدم وقوعه وفي هذا الإطار تعمل المفوضية ضمن برنامج عملها بالتعاون مع شركائها وتعد الأرضية الملائمة لفهم مسألة اللجوء وكل القضايا المتعلقة باللاجئين ونحن نتشاور مع السلطات التونسية في هذه المسألة وقمنا بتدريب مختلف منظمات المجتمع المدني ونقوم حاليا  بتكوين الإعلاميين وتكوين كل القوى الحية في تونس ليتم فهم مسألة اللجوء وأنا أؤكد لك أن هناك خطة طوارئ تم إعدادها منذ سنة 2014 وهي ليست مرتبطة بتواتر الأنباء الأخيرة حول قرب وقوع تدخل عسكري في ليبيا.

ماهي أبرز ملامح  الخطة الطوارئ التي قمت بإعدادها منذ سنة 2014؟

خطة الطوارئ  تم إعدادها منذ سنة 2014 من طرف المفوضية بطلب من السلطات التونسية استعدادا لأي طارئ يقع في المنطقة وفي هذا الإطار  قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بجهود عديدة بالتعاون مع المنظمات الدولية  والمنظمات الأممية بحيث يتم التشاور ورصد كل أوجه الاستجابة الإنسانية في صورة وقوع أي طارئ وتم استكمال هذه الخطة منذ سنة 2014 لكن المشاورات  الإيجابية مع السلطات التونسية مازالت متواصلة نحو تحيين هذه الخطة.

هل تكشف لنا أبرز الاستعدادات  اللوجستية  التي تم إنشاؤها في ولايات الجنوب التونسي استعدادا لوقوع أي تدخل عسكري في ليبيا؟

هناك استعدادات لوجستية تم اعدادها ضمن خطة الطوارئ  حيث توجد استعدادات على مستوى المواد الغذائية ولكن ليست هناك موارد مالية كافية للاستعداد التام الذي يكون بمساعدة المانحين إذا وقع أي طارئ في المنطقة كما أن هناك استعدادات لوجستية رئيسية تخص بعض الأمور المادية من مواد يحتاجها طالبي اللجوء واللاجئين ولكن تبقى غير كافية وتحتاج إلى دعم من المجموعة الدولية ومن السلطات التونسية.

هل تم إعداد مخيمات لاستقبال اللاجئين في المناطق التونسية المتاخمة للحدود الليبية؟

لا نتحدث إلى حد الآن  عن إنشاء مخيمات ونحن مازلنا نتشاور مع السلطات التونسية ونتباحث حول تحيين خطة الطوارئ التي تم إعدادها منذ سنة 2014 وأنا أؤكد أن عمليات التشاور بيننا إيجابية ومستمرة وتبقى كل الحلول والخيارات مفتوحة ولكن لم يتم إلى حد الآن اعتماد أي خيار أو اتخاذ قرار نهائي في هذا الإطار والخيار الأخير يبقى للدولة التي لها الحق في اختيار نوعية الاستجابة.

هل أن السلطات التونسية قابلة مسألة لجوء الليبين في أراضيها أم رافضة لها ؟

هناك تشاور مستمر مع السلطات التونسية حول القضايا الإنسانية وقضايا اللجوء بصفة خاصة وهناك خطة طوارئ موجودة ويتم تحيينها.

يعني هناك قبول من السلطات التونسية لاستقبال لاجئين؟

نؤكد أن التشاور دائم ومستمر فيما يخص هذه المسألة.

هل هناك اعتراضات أو شروط طرحتها السلطات التونسية في هذه المسألة؟

أؤكد لك بأن هناك  تشاور وعمل دائم مع السلطات التونسية في كل جوانب الحماية الإنسانية أومسائل الحماية المدنية.

استمرار المشاروات مع الحكومة التونسية هل يعني أن السلطات التونسية عبرت عن رفضها لاستقبال اللاجئين الليبين؟

أؤكد مرة أخرى أن هناك مشاورات مستمرة مع السلطات التونسية في جو إيجابي.

قمتم خلال الأشهر الماضية بتكثيف زياراتكم إلى ولايات الجنوب، ما الهدف من هذه الزيارات؟

 الزيارات تندرج في إطار مواصلة التشاور والتباحث حول الاستعدادات الممكنة وتحيين خطة الطوارئ ودراسة بعض عناصر هذه الخطة وتقسيم الأدوار وتحيين الاستعدادات اللوجستية وتقديراتها وقواعد الاستجابة الإنسانية والهدف من تحيين خطة الطوارئ هو ضمان أكبر من التنسيق بين جميع الأطراف المعنية .

في صورة وقوع تدخل أي طارئ في ليبيا ، ماهي المناطق التي يمكن أن تكون مساحة لاستقبال اللاجئين ؟

هذه المسألة مازالت قيد الدرس والخيار يبقى للسلطات التونسية.

مبدئيا هل تم اختيار أو تحديد المناطق التي ستكون مساحة لاستقبال اللاجئين الليبين في صورة وقوع تدخل عسكري في ليبيا؟

المشاورات مازالت متواصلة ولم يتم تحديد خيارات إلى حد الآن ولكن الخيارات كلها مفتوحة وتبقى المسألة مرتبطة بقرارات السلطات التونسية مع اعتماد نصح مفوضية شؤون اللاجئين و نحن التمسنا تقدير السلطات التونسية لحقوق اللاجئين.

هل لديكم توقعات حول عدد اللليبين الذين قد يلجؤون إلى تونس في صورة وقوع تدخل عسكري في ليبيا ؟

لا يمكن لأي طرف أن يتوقع عدد الوافدين في أي بلد كان والتقديرات صعبة وما يهمنا هو الاستعداد ليبقى لدينا القدرة على الاستجابة لأي عدد من اللاجئين مع التأكيد على أنها مسؤولية مشتركة.

هل هناك تعاون من منظمات المجتمع المدني التونسية ؟

نعم هناك تعاون مع الهلال الأحمر التونسي والمعهد العربي لحقوق ومنظمة غير حكومية أجنبية تسمى منظمة  أدرا  وهي تساعد اللاجئين في البحث عن فرص عمل في البلدان التي يلجؤون إليها إضافة إلى وجود تعاون مع منظمة الإغاثة الإسلامية وهي التي تعمل على تكريس الاندماج المحلي أو المكوث المؤقت في بلد اللجوء تونس كما أن هناك عمل متواصل مع عدة منظمات مجتمع مدني لايجاد الحلول الدائمة لللاجئين.

 كم يبلغ عدد اللاجئين الليبين في تونس ؟

لا نتحدث عن لاجئين ليبين والمواطنين الليبين لديهم الحماية في تونس ولديهم امتيازات تمكنهم من الحصول على الخدمات التي يتحصل عيها التونسي.

 

حاوره: بسام حمدي

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.