عبد الجليل التميمي: شهادات مهمة جدا جمّعتها عن الثورة.. ورشيد عمار عبر عن استعداده لتقديم شهادته للتاريخ

تواصل مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، جمع الشهادات المتعلّقة بالثورة التونسية، لما أدركته هذه المؤسسة العريقة بأهمية تلك المرحلة المفصليّة في تاريخ تونس، وسعيا منها لحفظ الذاكرة التاريخية لبلادنا، لمعرفة حقيقة ما حصل في 14 جانفي أولا، وثانيا لحماية هذا الموروث وحفظه لتستفيد منه الأجيال القادمة.

وكما أخذ، الأستاذ والدكتور، عبد الجليل التميمي على عاتقه، مهمة جمع شهادات الأشخاص الفاعلين في 14 جانفي، إيمانا منه بأن هذه المعلومات والشهادات لم تعد ملكا لأصحابها بل ملك للشعب التونسي، وجب على الجميع من اعلاميين وسياسيين ومجتمع مدني وباحثين وأكادميين، الاستفادة من هذه الشهادات التاريخية والمهمة، كل من جهته لتحسين وتصحيح مكتسباتنا المعرفية ونقلها لكل من يبحث عن معرفة الحقيقة.

وعن الشهادات التي جمّعها الدكتور عبد الجليل التميمي والتي كشف لحقائق أون لاين عنها، نجد شهادة، مدير الفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، سمير الطرهوني، الذي طلب أن يسجل للتاريخ شهادته، والتي اعتبرها التميمي من أروع الشهادات، مبينا ان هناك تغييبا للدور الكبير الذي قام به الطرهوني في 14 جانفي، حيث ذكر حقائق ثابتة وفاعلة عن حقيقة ما حصل.

وقال التميمي في هذا الإطار: "هذه الشهادة ثمنّاها وقمنا بترجمتها للفرنسية حتى يطّلع عليها كل من لا يقرأ بالعربية، وخاصة الاوروبيون، مؤكدا أنه تم نشر وترجمة هذه الشهادة بكل أمانة".

من جهته قام وزير الداخلية في عهد بن علي، أحمد فريعة، بتقديم شهادته، وقال التميمي في هذا السياق:" أحمد فريعة قدّم شهادة في منتهى الأمانة، مبينا أنه قد وقع التعتيم عليها والزجّ بالرجل في الحلبة السياسية"، مؤكدا أنه ذكر حقائق ثابة ودعا الجميع للاطلاع عليها والاستفادة منها.

وتحدث عبد الجليل التميمي عن شهادة مستشار رئيس الوزراء الفرنسي سابقا، حكيم القروي، الذي أخذ المبادرة وجاء للمؤسسة وطلب من عبد الجليل التميمي ان يسجّل خفايا الـخمسة أيام من الثورة عندما كان محمد الغنوشي رئيسا للوزراء، موضحا أنها شهادة مهمة جدا ذكرت، حيث استشاره الغنوشي في طريقة للخروج من الأزمة حينها.

وواصل الاستاذ عبد الجليل التميمي قائلا: أنه يتواصل حاليا مع الكثير من القيادات الأخرى وعلى رأسهم رشيد عمار، الذي قابله أمس في قصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة، حيث عبر عن استعداده لأن يدلي بشهادته لأنه أصبح في "الفوهة" ومحل انتقاد، حيث قال له:" استوجب عليّ أن أقول الحقيقة".

واضاف محدثنا، بأن علي السرياطي أيضا وعده بأن يأتي للمؤسسة وأن يقدم شهادته حول 14 جانفي والثورة التونسية، فضلا عن رضا قريرة الذي أبدى استعداده للكشف عما بحوزته من معلومات.

واعتبر الدكتور عبد الجليل التميمي، أن هذه الشهادات ورصيد المعلومات، لم يعد ملكا لأصحابه بل هو ملك للثورة وللتونسيين، مؤكدا أن ما تم تجميعه من شهادات يعتبر قاعدة بيانات فريدة من نوعها ومكمّلة للثورة التونسية ومن أروع ما يمكن أن تستمع إليه.

كما دعا التميمي التونسيين إلى الصبر، لأن كتابة تاريخ الثورة يحتاج إلى وقت وتجميع للمعلومات، مؤكدا أن هذا الجهد الذي تقوم به مؤسّسته هو مجهود وبادرة فردية وليست بدعم أي طرف، وإنما هي مساهمة شخصية منه في سبيل الوصول للحقيقة وكتابة تاريخ تونس المعاصر لتستفيد منه الأجيال القادمة، مشددا على أنه سيواصل آداء هذه الرسالة بـ"صبر وأناة وعشق".

من جهة أخرى، دعا الدكتور عبد الجليل كل من يتكلم عن الثورة التونسية أن يحترم المجهود العلمي الذي يقوم به وأن يتجنب التضليل والمغالطة التي يمررها في وسائل الاعلام. 

وكان الأستاد والمؤرخ عبد الجليل التميمي قد نشر كتابا له بعنوان مساهماتي في توثيق الثورة التونسية والذاكرة الوطنية، الذي يضم قسمين متوازيين، قسم باللغة العربية والثاني باللغة الفرنسية، وقد دعا من خلال حقائق أون لاين، كل من يريد قراءة هذا الكتاب أن يأتي للمؤسسة ويطلع عليه.  

ويضم الكتاب أغلب ما حرره عن الثورة التونسية منذ انطلاقها وما كتبه عن الذاكرة الوطنية، وذلك من أجل أن يرجع إليها الباحثون، خاصة وأن أغلبها نشر في عدد من العناوين المتفرقة ضمن منشورات مؤسسة التميمي.

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.