جندوبة: خطأ طبي يودي بحياة رضيعة.. والعائلة تسعى وراء التقرير الطبي منذ أكثر من شهر دون نتيجة؟!

توفيت، يوم 11 ديسمبر 2015، الرضيعة نوران الرحموني بسبب خطأ طبي من قبل أحد الاطباء بالمستشفى الجهوي بجندوبة وذلك وفق ما أكدته جدّة الفقيدة بختة غزواني لحقائق اون لاين.

وعن أطوار الحادثة، قالت السيدة بختة غزواني إن حفيدتها ذات الـ5 أشهر ونصف أصيبت بنزلة برد وتم نقلها بتاريخ 3 ديسمبر الفارط الى المستشفى الجهوي بجندوبة لتمكث هناك مدة طويلة على أمل تحسّن وضعيتها الصحية والتي أكد الطبيب المباشر أنها عادية ولا تبعث على القلق، ولكن بعد 3 أيام من دخولها للمستشفى تعكرت صحتها، واكّدت الطبيبة المباشرة خلال حصة الاستمرار الليلية ضرورة اخضاع الطفلة المريضة للتحاليل الطبية من قبل طبيبها المباشر الذي رفض ذلك في البداية.

وأضافت محدثتنا أنه بإخضاع الطفلة للتحاليل بعد 4 ايام تبين أنها مصابة بجرثومة ممّا عجّل بنقلها الى مستشفى الاطفال بباب سعدون بالعاصمة والذي استغرب وصول هذه الحالة متأخرة جدا، وحاول اخضاعها لعملية جراحية ولكن يد الموت كانت أسرع.

وأكّد الاطار الطبي بمستشفى الاطفال بباب سعدون لعائلة الرضيعة أن موتها ناتج عن خطأ طبي على مستوى المستشفى الجهوي بجندوبة نتيجة إهمال هذه الحالة وعدم معرفة أسباب مرضها منذ البداية ووعد العائلة بتمكينها من تقرير طبي عن هذه الوضعية بعد 3 أيام باذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة التي رفضت تمكين عائلة الضحية من الملف لتضطرّ هذه الاخيرة الى عرض القضية على أنظار محام ورفع شكوى الى وزير الصحة.

ومازالت العائلة تلهث بين الادارات ذات الصلة والنقابات الصحية، إلى حد اللحظة، قصد مساعدتها على الحصول على التقرير الطبي ليكون مستندا لها لمقاضاة المستشفى الجهوي بجندوبة بتهمة اهمال الاطفال والناتج عن خطإ طبي من ناحية وعن كثرة الاوساخ المحيطة بقسم الاطفال بهذا المستشفى.

يذكر أن عائلة الرضيعة نوران الرحموني نظّمت يوم 29 ديسمبر الماضي وقفة احتجاجية داخل مقرّ المستشفى الجهوي بجندوبة للمطالبة بتمكينها من التقرير الطبي الخاص بأسباب وفاة ابنتها وللتعبير عن استيائها ممّا اعتبرته "عدم التعامل بجديّة مع الحالة الصحية لنوران التي تلوّث دمها بسبب الزائدة الدودية"، كما عبّر المحتجون عن شكوكهم في اهمال الحالة المرضية للرضيعة ومردّ هذه الشكوك عدم تمكين عائلة الضحية من التقرير الطبي عن أسباب وفاتها رغم طول انتظارهم.

وعبّروا من جهة أخرى، عن استيائهم من الوضع الصحي بالمستشفى الذي يفتقر للتجهيزات وللاطار الطبي المختصّ ويعاني مرضاه من الاهمال الطبي.

ولمعرفة موقف الادارة من هذه الوضعية إتصلت"حقائق أون لاين" بمدير المستشفى عمر بوستة الذي عبّر في البداية عن أسفه مما حصل وقدّم تعازيه لعائلة الرضيعة، مؤكّدا أن هذه الاخيرة دخلت للمستشفى للعلاج منذ يوم 3 ديسمبر ولكن تعكّرت صحتها بعد 4 أيام وقد حاول الاطار الطبي في الأثناء وحسب تصريحه معالجتها بكل اهتمام لكن الحالة الصحية للمرحومة لم تستقر مما أجبر ادارة المستشفى على التدخّل بالاسراع بتحويلها لمستشفى الاطفال بباب سعدون لكنها توفيت هناك.

وأكّد بوستة أن وزير الصحة سعيد العايدي أذن منذ يوم 23 ديسمبر بإجراء تفقد عن هذه الحالة حيث باشرت التفقدية العامة بالوزارة التحقيق في الموضوع وهي تتحفّظ الى حد الان عن البحث مضيفا أنه من جهتهم كادارة يهمهم الوقوف على الحقيقة وحريصون على معرفة نتائج التفقد بهدف الوقوف على الأخطاء ان وجدت وتجاوزها وإنارة الحق وانتظارات الرأي العام، حيث تسببت هذه الوضعية في إثارة بلبلة بالجهة خاصة وعلى المستوى الوطني عامة، وذلك لتبرئة الذمّة خاصة أن هذه الرضيعة حسب رأيه تلقت العلاج المطلوب والعناية اللازمة في انتظار ظهور معطيات أخرى قد تكون مختلفة. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.