أكثر من 50 هكتارا من غابات النخيل مهدّدة بـ”سوسة النخيل”.. وبن علي وأصهاره متسبّبون في ظهوره؟!

بسام حمدي –

بات مرض "سوسة النخيل الحمراء"، وهو أخطر الأمراض الحشرية، يهدّد أكثر من 50 هكتارا من غابات النخيل المنتجة للتمور الموجودة في ولايات الجنوب التونسي بعد أن ظهر في أشجار نخيل الزينة في ولاية تونس الكبرى وتحديدا في قرطاج وشارع محمد الخامس.

ويتمثل مرض سوسة النخيل الحمراء (Rhynchophorus ferrugineus) في ظهور نوع من "الخنافس" التي تعتبر من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم وتنقل العدوى من الأشجار المصابة إلى السليمة.

وفي هذا الشأن قال المدير العام لحماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية، طارق شيبوب، إن عدد أشجار النخيل التي أصيبت بهذا المرض في ولاية تونس الكبرى يصل إلى 37 نخلة من نخيل الزينة من نوع "الكناري" مؤكدا عدم ظهوره في غابات النخيل المثمرة بالجنوب التونسي.

وأشار شيبوب في تصريح لحقائق أون لاين إلى وجود تهديدات بظهور هذا المرض في غابات النخيل بولايات الجنوب التونسي عن طريق تنقله من غابات النخيل الليبية التي لا تتخضع لمراقبة صحية.

كما حذر المدير العام  لحماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية من مخاطر إصابة غابات النخيل التونسية بمرض البيوض الذي قد ينتقل إليها من غابات النخيل الجزائرية.

وعن أسباب ظهور مرض سوسة النخيل الحمراء في تونس، أفاد محدثنا أن السبب يكمن في تنقل هذه الحشرة من بلاد أخرى إلى تونس مرجحا إمكانية تنقلها مع مواد نباتية موردة من عائلة بن علي وأصهاره القاطنة في قرطاج، مشيرا إلى أن هذا المرض أصاب النخيل في قرطاج منذ سنة 2011 لكن أعراضه لم تظهر بسرعة.

وأضاف طارق شيبوب أن هناك فرضية كبرى أن يكون تنقل هذه الحشرة إلى تونس ناتجا من بعض الحاويات الناقلة للمواد النباتية.

وفي سياق متصل، بيّن شيبوب أن وزارة الفلاحة قد اتخذت عدة أساليب وسبل للوقاية من هذا المرض أبرزها منع توريد أشجار النخيل وكل منتجات النخيل قائلا إن عمليات توريد أشجار قد تكون في بعض الأحيان غير خاضعة للمراقبة الصحية النباتية في مناطق العبور البرية والبحرية.

وتابع قوله ان هناك فرق مراقبة صحية تابعة لوزارة الفلاحة تنتشر في كل ولايات الجنوب التونسي للقيام بعمليات تفقدية لغابات النخيل.

وفي نفس السياق، أكد المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة، أنيس بن ريان، انه لم يتم تسجيل ظهور مرض "سوسة النخيل الحمراء" في غابات النخيل في ولايات الجنوب  مؤكدا تسجيله في ولاية تونس الكبرى فقط.

وكشف أنيس بن ريان في تصريح لحقائق أون لاين عن اتباع استراتيجية وطنية خصصت لها حكومة الحيب الصيد 4.1 مليون دينار بهدف التصدي لتنقل عدوى هذا المرض إلى غابات النخيل المثمرة.

وشدد على أن وزارة الفلاحة تقوم بمحاصرة دودة النخيل الحمراء في تونس الكبرى ذلك بمداواة أشجار النخيل المريضة وباتباع الاجراءات الوقائية الفلاحية اللازمة.

من جانبه أكد عارف الناجي ، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بتوزر، عدم تسجيل مرض سوسة النخيل الحمراء في ولايتي توزر وقبلي مشيرا إلى وجود تخوفات كبرى لدى الفلاحين في من تسجيل هذا المرض في أكثر من 50 هكتارا من غابات النخيل في توزر وقبلي.

وأفاد الناجي أن الدودة المتسببة في هذا المرض الخطير قد وصلت من ولاية تونس الكبرى إلى حدود منطقة السبيخة بولاية القيروان.

وقال محدثنا إن فلاحي  ولايتي توزر وقبلي تفاجؤوا بخبر ظهور هذا المرض عن طريق وسائل الإعلام منددا بعدم قيام المندوبيات الجهوية للفلاحة بحملات توعية لتوضيح أعراض هذا المرض وسبل الوقاية منه.

كما شدد عارف الناجي على أن هناك خطرا يهدد غابات النخيل بولايات الجنوب لاسيما أن  الفلاحين لا يعرفون بوادر ظهور هذا المرض.

واختتم قوله بأن الاتحاد الجهوي للفلاحين بتوزر سيقوم بتحركات احتجاجية رفقة فلاحي الجهة بعد حث وزير الفلاحة والمندوب الجهوي ووالي الجهة على القيام بحملات توعوية وتحسيسية، مؤكدا في ذات الوقت أنه سيتم عقد اجتماع يوم السبت القادم بتوزر يضم كل الأطراف المتدخلة في القطاع الفلاحي للتعريف بهذا المرض.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.