أكد الأمين العام لحركة نداء تونس محسن مرزوق ان تونس في حربها مع الإرهاب بحاجة إلى التعاون الدولي خصوصاً من فيما يتعلق بتبادل المعلومات والاستخبارات.
وأشار مرزوق، في حوار مع قناة "DW" بثّ مساء اليوم الاربعاء، إلى ارتباط مافيات التهريب بالإرهاب مبيناً انه من الصعب كشفها نظراً لأن 50 بالمائة من السوق التونسية هي سوق موازية.
وأقرّ بأن بعض لوبيات التهريب معروفة رافضاً الإفصاح عنها ومبرزاً ان تلك هي مهمة الأمن وان المسألة تحتاج إلى التحقيق.
وأوضح ان لوبيات التهريب لا يقتصر وجودها في تونس بل هي موجودة في مناطق مجاورة.
وفيما يتعلّق بتواصل التعذيب في السجون التونسية، قال الأمين العام لنداء تونس إن هذه الظاهرة ليست ممنهجة وإنما هي سلوك فردي مبرزاً انه لا يمكن إعادة هيكلة الأمن خلال سنتين أو ثلاث خصوصاً مع وجود حرب ضدّ الإرهاب.
وبيّن ان إعادة الهيكلة تحتاج إلى مؤسسات مراقبة التي تتطلب بدورها وقتاً لافتاً النظر إلى ان الحرب ضدّ الإرهاب عطلت إعادة الهيكلة هذه كما عطلت الإصلاحات الاقتصادية.
وبخصوص سبب ارتفاع عدد المقاتلين التونسيين في بؤر التوتر، اعتبر مرزوق انه خلال السنوات الثلاث الأولى التي تلت الثورة أصبح كلّ شيء مفتوحاً وبات من السهل على شبكات ولوبيات الاستقطاب ان تجذب العديد من الشباب مضيفاً ان الترويكا لم تكن صارمة في هذا الشأن.
ورداً على سؤال حول أزمة نداء تونس، أكد محسن مرزوق ان اندلاع هذه الأزمة لم يكن خياراً شخصياً قائلاً ان السياسي لا يمكن ان يتحكم في كلّ شيء.
وأشار إلى ان الأزمة بدأت قبل توليه الأمانة العامة للنداء موضحاً ان سببها هو الخلاف حول أول مؤتمر ستعقده الحركة ومبرزاً انه بعد العملية الإرهابية الأخيرة التي جدت بالعاصمة تونس قرّر إيجاد وسائل أخرى لهذه الأزمة إلا انها مرتبطة بدينميكيات ولوبيات أخرى تحوم حول الحزب.
وأردف مرزوق حديثه بالقول إنه يعتبر انه لا توجد ديمقراطية صلب النداء وان المؤتمر يجب ان يكون انتخابياً ولابد من إرساء الديمقراطية صلب النداء إلا أن البعض يعتقد ان الوقت ليس ملائماً للديمقراطية حالياً، على حدّ تعبيره.
ولفت النظر إلى ان إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية واردة باعتباره سياسي ولديه طموح وهذا أمر عادي مشيراً في الآن ذاته إلى ان هذا الأمر ليس أولوية بالنسبة له.
وشدد أمين عام نداء تونس على ضرورة محاربة الفساد معتبراً ان هذه المسألة يجب ان تكون أولوية ومبيناً ان لوبيات الفساد تستغلّ ضعف الدولة.
وحول هيئة الحقيقة والكرامة، أكد محسن مرزوق أنه لا يوجد من يعرقل عملهم لافتاً إلى وجود مشاكل داخلية تعاني منها الهيئة.
واعتبر مرزوق ان الإرادة السياسية لمحاربة الفساد موجودة ولكن لم يتمّ التكيف مع هذا الأمر بعد.
