ورقة رقم (1)

لا تطْلب منها أنْ تكونَ قمرا .. أطلب من نفسك أوّلاً أن تكون شاعرا.. فالقمر يحبّ أن يطلع للشعراء أساسًا!
 

ورقة رقم (2)

الكلام الصبوح يُلْهِمُني به المُحيّا الصبوح فيتساقط التعبير رقراقًا من شفتيّ.. فيسمعه الناس مني بينما هو متساقط انهمارا من إشراقتكِ عليّ يا خُلاصة النور والسحر والعبير والأغنيات..
وحدي أراه ينهمر منكِ فأنقله عنك وأقوله فيسمعونه من بين شفتيّ وليس من إشراقتك المبشّرة بالربيع..
ينابيع الكلام هي أنت يا سيّدة الأعياد السعيدة..
وأنا مجرد عدل إشهاد.. أنقل عنك القصيدة!
 

ورقة رقم (3)

المسألة بسيطة:
ليس هناك رجل يفارق حبيبته بإرادته.. المرأة بالنسبة للعاشق هي وطن بحاله.. والناس لا تحب أن تفارق أوطانها مطلقا إلا مُكرَهة..
وحين يصادفكم عاشق فارق حبيبته وذهب إلى أخرى لا تصدّقوا أنه سيكون في وضعية عاشق من جديد بل سيكون فقط في وضعية لاجئ!
لكلّ إنسان وطن واحد..
والناس لا تختار اللجوء إلاّ إذا ضاقتْ بها الأوطان!
 

ورقة رقم (4)

إلى روح الكبير المختار اليحياوي:
عيدٌ بلا طعم .. المدينة بلا طعم .. البلماريوم بلا طعم.. مقهى الدينار بلا طعم.. عِطر المساء بلا طعم وكذا السيجارة وترانيم حمَامات الشارع الكبير وكذا الأمنيات وكذا الأغنيات وكذا الكُتب وكذا الخُطَب بلا طعم.. وكذا الأصدقاء وكذا اللقاء وكذا نجمات الطريق والليل والآفاق.. كلّها كلّها صارت بلا طعم من بعد رحيلك يا صاحبي..
هذه المرّة لماذا لم تستأذن قبل المغادرة؟
 

ورقة رقم (5)

جنازته لم تكن كبيرة جدا من حيث العدد لكن جنازته وحدها سار فيها كل الكبار ..
الكبير لا يعرف حجمه غير الكبار ..
وليست صدفة أن عيد الإحتفاء بالسلام على روحه الكبيرة إسمه العيد الكبير..
وداعًا يا كْبير..
 

ورقة رقم (6)

سي المختار اليحياوي زمن بن علي عاداه فقط أبناء بن علي..
واليوم وبعد رحيل بن علي صار يعاديه فقط أيتام بن علي..
المشهد تغير والمخرج تغير وربما المشاهدون وربما الريجيسار وربما الإضاءة وربما قاعة العرض وربما الوقت وربما أشياء أخرى كثيرة تغيرت..
لكن الممثلين ظلوا هم أنفسهم والنص كذلك لم يتغير.. سوى أننا انتقلنا إلى فصل جديد من نفس النص ومن نفس المسرحية التي يكون فيها الإبن بالأمس (الذي هو عدو بالنسبة للفصل السابق) عدوا في الفصل الجديد رغم انتقاله إلى دور اليتيم! 
(يتبع)
 

ورقة رقم (7)

المسرحية هي نفسها ولم تتغير..
الذي تغير هو فقط أنّنا صرنا إزاء فصل جديد اسمه الثورة المغدورة.. 
أعداء المختار اليحياوي فيه هم نفس أعدائه في الفصل السابق ولذلك خشيوا الحضور الركحي في مشهد جنازة البطل. .
شكرا للممثلين الذين غيروا مواقعهم على الخشبة ولكنهم لم يغيروا أدوارهم المعادية للبطل.. حتى وهو يغادر..
شكرا على المشاهدة لهوّاة الكوميديا السوداء.. لفصل الثورة المغدورة والثائر المغادر..
شكرا لكل من شاهد ثم غادر ثم صمت ثم غدر..(داخل الركح وخارجه).. 
لكن للمسرحية فصول جديدة ومَشاهد جديدة لم تبدأ بعد رغم مغادرة البطل..
العرض مستمر.. حتى في زمن الكوليرا.. والغدر..

 أحبّك يا تروتسكي ويا غارسيا ماركيز..

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.