مفتي المرزوقي أصبح ديموقراطيا؟!

نشر الباحث في الفكر الاسلامي أنس الشابي إصدارا فايسبوكيا علّق فيه على البيان الذي أصدره مفتي الجمهورية تعقيبا على تصريحات المفكر محمد الطالبي بخصوص مسألة شرب الخمر.

وفي ما يلي ما كتبه الشابي:

"كنت قد كتبت المرّات العديدة أن حمدة سعيد الذي سُمّي مفتيا من طرف المرزوقي ليس أهلا لهذا المنصب لجهله بالدين وأحكامه وخدمته لحزب حركة النهضة دون نظر أو رويّة، ويذكر الجميع أن المدعوّ حمدة هذا لم يتوقف عن إصدار البيانات المساندة للحزب في كل ما يتخذ من مواقف بل وصل به الأمر إلى حدود شتم الزعيم بورقيبة وقوله إن سبب كل المصائب هي إصلاحات دولة الاستقلال، اليوم بعد أن تغيّر سيّد القصر الرئاسي نجد أن حمدة المذكور انقلب على نفسه دون حياء وأصبح ديموقراطيا يؤمن بالرأي المخالف إذ أصدر بيانا عن قول الطالبي المتعلق بالخمر برّر له فيه ما جاء على لسانه بالقول إنه لا منازعة في حرمتها ولكنه أردف ذلك بقوله: "فالواجب بالدين احترام الرأي بالغا ما بلغ وعدم اتخاذ التفسيق أوالتكفير ذريعة إلى إلجام الأفواه…." وذلك بعد أن استشهد بالمدارس الكلامية والفقهية وغيرهما، ولأنه متهافت على إرضاء الحكام الجدد اعتقد أن كلامه هذا عن حرية الرأي سوف يرضي الناس وحكامهم وإن خرج عن صحيح الدين والعقل وغاب عنه أن:

1) قول الله تعالى في الخمر حكم شرعي وليس رأيا معروضا للمناقشة لأنه يدخل في باب السمعيات أي التي يتوقف العلم فيها على السمع ولا يطالب بها سوى المؤمن أمّا غيره فليس معنيا بها مثلها مثل الصلاة والزكاة والصوم تماما.
2) البحث في صفات الله وفي العقيدة إجمالا وإن كانت تندرج ضمن الآراء إلا أنه يشترط فيها الإيمان مسبقا فدراسات جولدزيهر عن العقيدة لا يمكن أن تندرج ضمن المباحث العقدية بل هي رأي من خارج المدرسة الإسلامية قد تعتمد في الدراسات الأكاديمية والعلمية ولكن لا يعتد بها في المباحث العقدية لدى المسلمين.
3) دور المفتي هو بيان الحكم الشرعي ممّا يجد من مسائل أو قضايا فقط ولما أقول البيان أعني بذلك كشف الحكم الشرعي أمّا قوله إنه ليس جهة للمنع فقول خارج عن السياق وتلبيس على خلق الله وإسناد مهام لنفسه افتراء وعدوانا لأننا لم نعرف في تونس طوال تاريخنا سلطة دينية ملزمة حتى لمّا كان جامع الزيتونة موجودا، فبلادنا بحمد الله وبفضل نخبها النيّرة لم تعرف هذا النوع من القهر الديني الذي عرفناه في حكم حزب الحركة الذي اعتدى على الفنانين والمثقفين والمبدعين ورجال السياسة وغيرهم.
والذي أخلص إليه أن البيان الصادر عن حمدة يؤكد مرة أخرى أنه ليس أهلا للمنصب الذي هو فيه لأنه بجهله وتهافته أضاع هيبة الإفتاء من ناحية وقدم نفسه في صورة الانتهازي الذي يقبل المتاجرة بدينه بمقابل."

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.