ما بقي من الكلاسيكو: التحكيم نشاز.. البنزرتي وشبان النجم بامتياز.. والإفريقي خانه سانشاز

لم ترتق مباراة الكلاسيكو التي جمعت يوم أمس بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي إلى مستوى فني يليق بحجم الفريقين ولاح جليا أنها مباراة بداية موسم على الأقل من جانب الفريق الضيف..

فريق جوهرة الساحل حقق المفيد بضمانه للنقاط الثلاث خصوصا أن مواجهات من هذا المستوى لا تكون خلالها الأندية الكبرى مطالبة إلا بالنتيجة في حين يأتي الأداء الفني في مرحلة لاحقة..

هذا على صعيد الفريقين .أما في ما يتعلق بالتحكيم فإن صافرة الحكم الدولي محمد سعيد الكردي كانت محل انتقاد الفريقين وخاصة مسؤولي النجم الساحلي وإطاره الفني الذين ثاروا في وجهه أثناء اللقاء وبين الشوطين قبل أن تهدأ سواكنهم مع صافرة النهاية التي جاءت بانتصار فريقهم..

ثلاثي التحكيم في قفص الاتهام

لم تكن صافرة الحكم محمد سعيد الكردي وحدها محل تشكيك فطرفا الكلاسيكو وجها انتقاداتهما أيضا إلى مساعديه فوزي الجريدي وحسان عبد العلي..

الكردي اتهم بالتغافل عن إعلان ضربة جزاء لا غبار عليها لفائدة فريق جوهرة الساحل بعد أن تعمد ياسين الميكاري أن يلمس الكرة باليد في مناطق جزاء الإفريقي الأمر الذي ثار من أجله السواحلية بشكل لافت..

مسؤولو ليتوال عارضوا مرات كثيرة تعيين الكردي الذي يرفضه الفريق منذ إدارته لنهائي كأس تونس 2011 بين النجم والترجي الرياضي الذي كان فيه الكردي منحازا لنادي باب سويقة بشكل منحه الشارة الدولية بعد أشهر قليلة!!

وبالعودة للقطة ركلة الجزاء "الشرعية" ففي اعتقادنا أن المساعد الأول فوزي الجريدي هو من يتحمل المسؤولية لأن مجال الرؤية بالنسبة إليه كان أفضل من الكردي باعتبار أن الحكم الرئيسي انحنى عند توزيعة الكرة وبالتالي قد يكون لم يرها جيدا لكن المساعد الأول لا يملك أي عذر لذلك..

الجريدي حرم في الشوط الثاني زهير الذوادي من الانفراد بالبلبولي بداعي تسلل وهمي لم يره سواه وهي لقطة كادت تقلب اللقاء لو سمح للإفريقي بإكمال الهجمة..

أما المساعد الثاني فلم يكن أفضل حالا بعد أن حرم بغداد بونجاح من انفراد ببن مصطفى بداعي تسلل وهمي كان يمكن أن يأتي بهدف ثان قاتل للنجم الساحلي.. سوء التقدير في الإعلان عن التماس أو الركنيات والمخالفات اكثر من أن نحصيه لذلك يمكن التأكيد أن قضاة الكلاسيكو كانوا خارج نطاق الخدمة..

دهاء البنزرتي وخيار الشبان

حينما عين البنزرتي على رأس النجم الساحلي كنا قد تحادثنا إليه عن المهمة وصعوبتها خصوصا أنه يلاقي السي أس أس ثم الأهلي فالإفريقي برصيد بشري غير مكتمل.. البنزرتي أكد لنا أنه يقبل التحدي ثم إن الفرق الكبرى دائما ما تلعب تحت الضغط ولا يمكنها أن تحيد عن الرهانات لذلك عبر عن ثقته في تخطي "المقامرة" التي اختارها لنفسه..

الفني العجوز كسب المحطة الأولى عندما تعادل أمام النادي الصفاقسي بنقص 11 لاعبا أساسيا ثم كان التحول إلى القاهرة لمواجهة الأهلي أين تعادل من جديد في مباراة خرج خلالها الفريق بملاحظة امتياز باعتراف مدرب الفريق المصري الذي قال إن النجم كان أحق بالتأهل..

وبعد هاتين المحطتين تمكن النجم من تحقيق نصر هام أمام نادي باب الجديد وبفريق شاب ينقصه تسعة لاعبين أساسيين هم البريقي وتاج والمويهبي وبلجيلالي والنقاز وغزال وبانغورا وموسى والجبالي..

البنزرتي كسب معركته ورهان الشبان الذي فرض عليه ولكن الأهم أن النجم قد جنى  ثلاث نقاط قد يكون حسابها ثمينا في سباق الإياب لما يشتد على لقب البطولة الحساب..

نشاز سانشاز

ولئن كسب البنزرتي موقعته الأهم في الفترة الأخيرة فإن مدرب النادي الإفريقي الفرنسي دانيال سانشاز عجز عن قيادة فريقه إلى انتصار كان مرشحا لحصده..

الأحمر والأبيض كان يملك الآليات اللازمة للفوز لكن مدربه أخطأ قراءة المنافس وأيضا في القيام بالتغييرات فالنجم كان يعاني غياب لاعبي الأروقة هجوما ودفاعا لكنه أيضا يشكو من اختلال في المحور خصوصا أن الثنائي بوغطاس والبدوي يشارك للمرة الأولى معا ولكن مدرب الإفريقي لم يستغل لا هذه ولا تلك..

سانشاز خسر خليفة بالتعويل عليه في الرواق وأهدر طاقة المنياوي بين ثنائي النجم أما الذوادي فلم يجد المساندة الكافية ليخلق الخطر في عمق دفاع النجم..

أما التغييرات فقد كانت غير ذات فاعلية بدليل أن تعويض الهذلي بسايدو لم يفد الفريق في شيء وحتى الاستنجاد بسيف الجزيري مكان المنياوي لم يؤت أكله كذلك ليكتفي مدرب الإفريقي بتغييرين فقط دون اجتهاد تكتيكي أو فني ناهيك أن التغييرات كانت مركزا بمركز بل أن الهذلي أكثر نزعة هجومية من سايدو!!

خلاصة الكلاسيكو

ما يمكن أن ننتهي إليه في أعقاب قمة أولمبي سوسة هو أن النجم قد كسب معركة فيما لم يخسر النادي الإفريقي الحرب باعتبار أن السباق لا يزال في أوله وبالتالي فالحديث عن ريادة أو تتويج في صفوف أي منهما يكون سابقا لأوانه فالجميع معني باللقب ويجب أن يكيف نفسه على ذلك..

النجم مطالب بعدم الاغترار بفوز الأمس والإفريقي ضروري أن لا يغرق في "جلد الذات" لأن ذلك لا يخدم مصالحه فالفريق بصدد التكوين والتغييرات شملت 70 في المائة من مكوناته وعليه فإن التقييمات من قبيل أن صفقة بن مصطفى "فاشلة" مردودة على أصحابها وهي أفكار هدامة من شأنها أن تطيح بالمكاسب التي تحققت..

وبعيدا عن الفنيات فإن إدارة التحكيم مطالبة أيضا بمراجعة حساباتها في التعيينات فإعادة الكردي إلى مواجهة فيها النجم طرف بعد سنوات من لقاء مشهور كانت بالضرورة ستؤدي إلى نتيجة مشابهة لأن الأخطاء واردة والشكوى كانت جاهزة من الطرفين لذلك يبقى التحري أمرا ضروريا لتفادي التأويلات والاحترازات..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.