الكتاب الأسود يؤجّج النيران الصديقة بين النهضة و المؤتمر!

حقائق أون لاين
 أحدث الكتاب الاسود الصادر عن مؤسسة رئاسة الجمهورية جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية و السياسية و الاعلامية . وقد ألقى بظلاله حتّى على الأطراف الحاكمة سيما حزبي المؤتمر و النهضة التي لم يستسغ عدد من قياداتها – ونخصّ هنا بالذكر وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية والقيادي لطفي زيتون- نبرة التحدي التي تحدّث بها الناطق الرسمي للرئاسة عدنان منصر ردّا عن المنتقدين لطريقة تعاطي ساكن قرطاج وحاشيته مع الملفات الارشيفية التي كان من الأجدى حسب رأيهم كشف النقاب عنها في اطار مسار العدالة الانتقالية ووفق قواعد علمية موضوعية وأطر قانونية من شأنها ضمان حقوق الجميع.
تصريحات منصر التي قال  فيها انّ رئاسة الجمهورية لاتشتغل عند سمير ديلو وهي غير مطالبة بطلب الاذن من وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية حتّى تنشر ذلك الكتاب الأغرّ، زادت في تأجيج النيران الصديقة بين الفريقين حيث كتب لطفي زيتون تدوينة على صفحته الرسمية في الموقع الاجتماعي الفايسبوك انتصر فيها لسمير ديلو المسكون بهاجس الدفاع عن الفرد ضدّ تغوّل الدولة والمشبع بفلسفة حقوق الانسان ، على حدّ تعبيره.
ما يلفت الانتباه في ردّ زيتون،ليس فقط دفاعه المستميت عن موقف ديلو ازاء كتاب المرزوقي الاسود ، وانّما ايضا تشبيهه خطاب عدنان منصر باقوال مأثورة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بخصوص انتقادات المنظمات الحقوقية لممارساته الاستبدادية و تعديه الصارخ على منظومة حقوق الانسان و خاصة دعوته الصريحة لمستشار الرئيس و الوافد الجديد على حزب المؤتمر بعدم المزايدة على سمير ديلو في موضوع الثورية و مقاومة الظلم الذي كان منصر شاهدا صامتا عليه، كما جاء على لسانه.
معركة الهمز و اللمز بين قيادات المؤتمر و النهضة لم تضع أوزارها عند هذا الحدّ ، اذ سرعان ما عقّب مستشار الرئيس على كلام زيتون الذي قدح في "نضاليته" قائلا انّ ما كتب حوله تضمّن في ظاهره عتابا وفي باطنه عقابا وقد زاد حسب رأيه في اذكاء الخلاف رغم أنّ ردّه على تصريحات ديلو كان مجرد انتقاد لاستعلاء الوزير على مؤسسة الرئاسة وكأنّها ملك يمينه مثلما يعتقد الكثير من جماعة النهضة ، مؤكدا أنّه حاول رفع الفيتو في وجه هؤلاء لاغير.
ولئن بدا منصر مهادنا لحلفاء حزبه صلب الترويكا خاصة حينما استعرض التاريخ المناقبي لصديقه ديلو إلا أنه لم يستطع اخفاء تبرّمه واستيائه مما صدر عن زيتون من ازدراء وتعيير صبياني كشف مدى تأجّج النيران الصديقة بين حكّام  تونس الجدد الذين لم يزيغوا عن مقولة أنّ السياسة لا تنبني على الصداقة أو العداوة الدائمة بقدر ما ترتكز على اعتبارات أخرى. 
بلا شكّ انّ هذه الخلافات والسجالات العقيمة ستعرف أطوارا و فصولا جديدة في قادم الايّام طالما تضاربات المصالح واختلفت المقاربات!
       
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.